قمة الرياض التنموية

هل هي خطوة استباقية لتجاوز مؤثرات الأزمات السياسية للربيع العربي؟

أم أنها سعي لتعزيز العمل العربي المشترك ؟

مهما اختلفت وجهات النظر في التفسير الموضوعي للغرض الرئيسي لهذه القمة ، إلا أنها تتفق كلياً على أهميتها الوظيفية لتجاوز التعثر الاقتصادي الذي عانى منه بعض دول العالم العربي بسبب موجات ما سمي بالربيع العربي، وهذا التعثر لم يقتصر على دول الربيع العربي ( تونس ، ومصر، وليبيا، واليمن ، وسوريا) بل تأثر بذلك كثيراً دول الجوار ، كالجزائر بالنسبة لليبيا وتونس، والأردن بالنسبة لسوريا، وظلت دول الخليج العربي بمنأى عن التأثر السلبي لهذه الأزمات السياسية، وإن كان النفط وعائداته المجزية سبب رئيسي غلا أنه ليس السبب الوحيد، فالتنمية الاقتصادية الخليجية، والنظم الاقتصادية لدول الخليج، بالإضافة إلى التعاون الخليجي المشترك على المستوى الاقتصادي كل ذلك ساهم بشكل فاعل في ليس مجرد تجاوز تأثيرات الأزمات السياسية العربية، بل كانت عاملاً هام في مساعدة دول الربيع العربي، وبقية الدول العربية الأخرى لتجاوز تأثيرات الأزمة وتوقف المسيرة  الاقتصادية داخل دول العالم العربي، وهذه الرؤية يفسرها شعار الدورة الثالثة للقمة العربية التنموية «نحو مشاركة فاعلة للقطاع الخاص في مبادرات التنمية والتكامل الاقتصادي العربي»، وتأتي هذه القمة كفرصة عملية لتعزيز الشراكة الاقتصادية العربية، من جانب، ومن جانب آخر، لمساعدة الدول العربية لتجاوز أزماتها ليست الاقتصادية بل والسياسية، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يشهدها الاقتصاد العالمي.

 والمملكة العربية السعودية وهي ترعى هذه القمة فإن لديها القدرة على قيادة الاقتصاد العربي في سياق التعاون الخليجي المشترك الذي ساهم بشكل فاعل في تجاوز بعض دول العالم العربي لأزماتها من خلال المعونات المالية المقطوعة، والمساعدات الاقتصادية المجدولة لشرائح واسعة من البرامج والمشاريع التنموية العربية.

وتتأكد أهمية الهدف الاستراتيجي لهذه القمة، وهو العمل على تحقيق (المشاركة فاعلة للقطاع الخاص في مبادرات التنمية والتكامل الاقتصادي العربي) للوقوف أمام الهزات التي يعيشها الاقتصاد العالمي، وخاصة الأمريكي والأوربي، لما لها من تأثيرات مباشرة على الساحة الاقتصادية العربية.

ولكن الهاجس الأكبر ، والذي يعد التحدي الرئيسي لهذه القمة، فيتمثل في الكيفية التي سيتم بها طمأنة الرأس مال العربي ( الحكومي، والخاص) ليؤدي دوره في الساحة الاقتصادية العربية، من خلال برامج مشتركة ، في ظل الأزمات السياسية والثورات الشعبية العربية؟.

د. ماجد بن عبدالعزيز التركي.

رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية ـ الروسية.

الرياض : 19 يناير 2013م .