لفتت الصحف الروسية الأنظار الى أن الامير السعودي الوليد بن طلال بعث برسالة مفتوحة الى وزير النفط على النعيمي وغيره من الوزارء، عبر فيها عن قلقه من إستمرار هبوط أسعار النفط العالمية، وتدني الطلب عليه، بوصف النفط اهم صادرات للمملكة ومصدرا رئيسيا لواردات ميزانيتها.
وكتب الامير في رسالته انه “إستغرب لتعليقات النعيمي” الذي وصف بـ “مبالغة”، بحسب وسائل الإعلام، مخاطر ناجمة عن هبوط أسعار النفط الى ما دون 100 دولار مقابل البرميل الواحد.
وكتب الأمير في رسالته أن “ميزانية المملكة لعام 2014 مرهونة بالنفط بسنبة 90%، وينطوي التقليل من خطر هبوط الاسعار على عواقب وخيمة، حيث لا يمكن لهذا الواقع الا أن يجذب إهتمامنا”. وحذر الامير الوليد بن طلال من أن “الكارثة ستحدث لا محالة، اذا ظل إقتصاد البلاد مرهونا – كما كان ذلك سابقا – بأسعارالنفط بنسبة 100%.
وجدير بالذكر أن سعر النفط من فئة “برينت” Brent قد سجل في 14 أكتوبر/تشرين الأول، أكبر تراجع خلال الاربع سنوات الاخيرة حيث بلغ حوال 88 دولارا مقابل البرميل الواحد. وسبق لمنظمة الاوبيك ان اعلنت انها لن تقلص إستخراج النفط بهدف التقليل من الطلب والحفاظ على أسعار عالية.
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي الى أن ميزانية المملكة الخالية من العجز، مضمونة في ظل بلوغ متوسط سعر النفط عام 2014 حوالى 86،1 دولار مقابل البرميل الواحد. وحذر الامير الوليد بن طلال من أن إستمرار هبوط أسعار النفط سيتسبب في تشكيل عجز لميزانية المملكة عامي 2015-2016 يُقدر بمليارات ريالات. بيد ان الخبراء لا يرون الآن مخاطر كبيرة تخيم على الإقتصاد السعودي، ذلك أن متوسط سعر النفط، منذ بداية السنة وحتى الوقت الحاضر، بلغ 106 دولارات للبرميل الواحد، أضف الى ذلك أن بحوزة المملكة إحتياطيا ماليا يمكن إستخدامه للتغلب على الصعاب المحتملة (يُقدر الإحتياطي المالي للمملكة بـ 757 مليار دولار).
وناشد الامير الوليد بن طلال في رسالته سلطات المملكة، توفير ظروف كفيلة بحماية العربية السعودية من تطايرية الأسواق العالمية. وير الأمير الوليد بن طلال أن تحقيق هذا الهدف يقتضي التخفيف من علاقة الوضع الإقتصادي بأسعار النفط، وتنويع مصادر الدخل. وكتب الأمير الوليد بن طلال انه “ينبغي وضع إستراتيجية دقيقة والبدء بتحقيقها على الفور”. وعلى حد قوله “لا بد للمملكة من تقليص الإتسهلاك الداخلي للنفط، وفي الوقت ذاته تطوير مشاريع إستخدام الطافة النووية والشمسية، وكذلك قطاع تكرير النفط.
وجدير بالذكر ان الأمير الوليد بين طلال سبق وأن دخل الجدل العلني مع وزير النفط السعودي. فمثلا، صرح الامير في مايو/أيار بان النعيمي لا يولي اهتماما مطلوبا بزيادة إمدادات النفط الصخري المستخرج في الولايات المتحدة، ما يشكل خطرا على العربية السعودية.
والملفت أن تطوير مشاريع إنتاج النفط الصخري لن يتيح للسعودية الوصول بإستخراج النفط الى 15 مليون برميل في اليوم، بحسب قول الامير الوليد بن طلال. وقد تم إقرار هذا المؤشر منذ بضعة أعوام خلت. ويبلغ إنتاج النفط الآن حوالى 12،5 مليون برميل في اليوم.
وقد أفهم المسؤولون السعوديون للمشاركين في السوق العالمي في الأسبوع الماضي، أن المملكة لا تستبعد بقاء أسعار النفط خلال السنة او السنتين القريبتين القادمتين على مستوى يناهز 80 دولارا للبرميل الواحد، مؤكدين أن المملكة مستعدة لمثل هذا السيناريو. ولا يولي المسؤولون السعوديون في تصريحاتهم العلنية، أهمية خاصة لـ “الخطر الصخري”، الا أن المشاركين في إجتماع مايو/أيار لمنظمة الأوبيك ناقشوا هذه المشكلة وإتفقوا على تشكيل لجنة مكلفة بتحليلها ودراستها بدقة.
واوردت الاوبيك في تقريرها الشهري الأخير توقعات تشير الى أن الطلب اليومي على النفط المستخرج في الدول الأعضاء في هذه المنظمة، سيتراجع عام 2014 بـ 250 ألف برميل وسيبلغ 29،61 مليون برميل. وارجعت المنظمة الهبوط المتوقع الى زيادة توريدات النفط من جانب الدول غير الأعضاء في الاوبيك، وفي المقام الاول، الولايات المتحدة.
People: الوليد بن طلال آل سعود
Region: العربية السعودية