في 4 ديسمبر/كانون الاول اجرى موقع “انفتاح” مقابلة مع السفير العراقي في موسكو اسماعيل شفيق محسن وفيما يلي نص المقابلة:
س. سعادة السفير، ان للعلاقات بين العراق وروسيا تاريخا طويلا يُقدر بعقود من السنين. فقد تطورت هذه العلاقات في الماضي بشكل فعال. ماهي حالتها الآن ومدى فعاليتها؟
ج. بدأت العلاقات الاقتصادية للعراق مع روسيا بشكلها القانوني عندما وقع الطرفان اتفاقية التعاون التجاري عام 1958 وكان العراق احد الشركاء التجاريين الرئيسيين لروسيا في المنطقة حيث بلغ حجم التبادل التجاري في عام 1989 2 مليار دولار. لكن ما مر به العراق من حصار اقتصادي وانقطاع الصلات الخارجية والعلاقات الاقتصادية اثر سلبا على العلاقات الاقتصادية مع روسيا وتقلص حجم التبادل التجاري معها الى حد كبير.
وقد شهدت السنوات الاخيرة تحسنا نسبيا في التبادل التجاري بين البلدين حيث بلغ في العام 2012- 286 مليون دولار وبقي بنفس الحدود في عام 2013 (287) مليون دولار، بينما ازداد خلال الاشهر كانون الثاني – ايلول 2014 بعشرة اضعاف وبلغ 1.562 مليار دولار، الا انه لازال دون مستوى الطموح والامكانيات المتوفرة لدى البلدين.
س. يشهد العراق اليوم عملية اعمار الاقتصاد والقطاع الصناعي وقطاع بناء المساكن والبنية التحتية، ما يتطلب توريدات كبيرة لمواد البناء والمنتجات الصناعية والمواد الغذائية. ما هي حصة روسيا في هذه التوريدات؟
ج. تشكل الصادرات الروسية النسبة الاعظم من التبادل التجاري بين البلدين واهم هذه الصادرات هي المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية والحديدية والمكائن والمعدات ووسائل النقل والصناعات السيلوزية والوقود الصلب وبضائع اخرى مختلفة.
س. تفيد بعض المعلومات بان ادارة محافظة بابل توجهت الى الشركات الروسية باقتراح توسيع التعاون في القطاع الاستثماري ودعت المستثمرين الروس الى المشاركة في مشاريع تنموية بالمحافظة. فهل لمثل هذا الشكل من التعاون آفاق واعدة؟
ج. المعلومات المتوفرة لدينا تشير الى الاقبال الكبير للشركات الاجنبية من مختلف الدول للاستثمار في العراق وخاصة في المحافظات الوسطى والجنوبية واقليم كردستان بسبب الاستقرار الامني في هذه المناطق. الا ان الاستثمار الروسي لم يرْق بعد الى مستوى الطموح رغم الفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة امام الشركات الروسية. وما يؤكده المختصون ان الوقت الآن ملائم لدخول هذه الشركات والاستثمارات الى العراق بكل المستويات. الا ان الملاحظ هو ان الشركات الروسية العاملة في العراق تقتصر على الكبرى ابرزها شركة (لوك اويل) التي تعمل في استثمار حقل (غرب القرنة – 2) و (غازبروم نفط) في حقل (بدرة) النفطيين. كما وتعمل الشركات الروسية (تخنوبروم اكسبورت) و (باور ماشين) وغيرها على تأهيل بعض محطات توليد الطاقة الكهربائية في الهارثة واليوسوفية والدبس والناصرية.
نحن ندعو المستثمرين الروس للمشاركة في العملية الاستثمارية في العراق حيث لدينا توجه حقيقي لاعادة اعمار العراق بناءه من خلال استضافة رؤوس الاموال الاجنبية لتساهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة الى مفاصل الاقتصاد العراقي المتحول من الاقتصاد المركزي الى اقتصاد السوق حيث المنافسة وتكافؤ الفرص وتشجيع القطاع الخاص. وشهدت الفترة السابقة استقبال العديد من الوفود الرسمية ورجال الاعمال والشركات العالمية واقامة المنتديات المختلفة والتوقيع على العديد من الاتفاقيات التي تسهل دخول المستثمرين الى العراق وتضمن لهم العديد من الامتيازات والضمانات التي يحتاجونها وذلك لاستثمار الثروة الطبيعية والبشرية في عراق واعد من خلال قانون الاستثمار رقم 13 لسنة 2006 وذلك عبر:
- النافذة الواحدة في الهيئة الوطنية للاستثمار وفي هيئات استثمار المحافظات التي تقدم خدماتها لتسهيل عملية منح اجازة الاستثمار من خلال استمارة طلب الاجازة وتخصيص الارض والحصول على الاعفاءات الضريبية وتسهيل دخول وخروج واقامة المستثمرين والعاملين معهم.
- تحديث الخارطة الاستثمارية التي تعرض الفرص الاستثمارية موزعة جغرافيا على المحافظات ونوعيا حسب القطاعات الانتاجية والخدمية.
- دليل المستثمر الذي يوفر المعلومات اللازمة لتسهيل اجراءات دخول المستثمرين الى جمهورية العراق والتمتع بمزايا وتسهيلات قانون الاستثمار ويشرح البيئة الاستثمارية والاجراءات المتبعة لتسجيل الشركات وبدء عملها داخل العراق.
- تعديل قانون الاستثمار رقم 13 لسنة 2006 بحيث يضمن تمليك الارض للمستثمرين الوطنيين والعرب والاجانب للمشاريع السكنية وذلك بموجب القانون رقم 2 لسنة 2010 وتعديل نظام رقم 7 الذي ينظم نسب ايجار الاراضي المستثمرة في القطاعات المختلفة.
تجري اليوم عمليات اعادة بناء واسعة في مختلف فروع الاقتصاد العراقي ووفقا لقانون المحافظات العراقية والميزانية الاتحادية تتمتع المحافظات العراقية بصلاحيات واسعة في هذا المجال وتعمل المحافظات على جذب رؤوس الاموال المحلية والاجنبية للاستثمار في مشاريعها الصناعية والزراعية والخدمية. وبامكان الشركات الروسية ان تشغل حيزا هاما في تنفيذ هذه المشاريع لاسيما وان لديها خبرة واسعة للعمل في العراق.
ان سفارتنا مستعدة للرد على استفسارات الشركات الاستثمارية الروسية التي تصلنا عبر وسائل الاتصال المختلفة بما في ذلك بريدنا الالكتروني او زيارة مقر سفارتنا، ونأمل ان نكون دائما في خدمتهم لتحقيق المصلحة المشتركة.
س. اننا نعلم ان سعادتكم تقومون بجولات الى مختلف مناطق روسيا واقاليمها. ما هي، في رأيكم، آفاق التعاون بين المحافظات العراقية ونظيراتها الروسية؟
ج. نحن نشجع الجانب الروسي على اقامة اوثق العلاقات الاقتصادية مع العراق بمختلف تشعباتها ومن ضمنها علاقات التوأمة الاقتصادية بين المحافظات العراقية ونظيراتها الروسية وهذا احد اهداف زياراتنا للعديد من الجمهوريات والمحافظات الروسية، فقد قمنا خلال العام الجاري بزيارات الى جمهوريات تتارستان وداغستان ومحافظات نوفغورود السفلي وفارونيش ومدينة سان بطرسبورغ والتقينا بقياداتها ودوائر الاعمال فيها ودعوناهم لتفعيل نشاطاتهم الاقتصادية والتجارية في العراق واغتنام الفرص الواسعة التي توفرها لهم السوق العراقية بعد ان انفتح العراق على العالم واستعاد مكانته الدولية والاقليمية وعلاقاته مع مختلف البلدان التي تساهم شركاتها بنشاط في عملية بناء الاقتصاد العراقي.
People: اسماعيل شفيق محسن
Region: العراق