كيريل دميترييف: من الأهمية بمكان أن يرى المستثمرون من الشرق الأوسط في روسيا شريكا موثوقا به

كيريل دميترييف

أجرى موقع “إنفتاح” مقابلة مع المدير العام للصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة كيريل دميترييف. وفيما يلي نص المقابلة.

س. ما مدى النجاح في تطوير التعاون بين الصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة والشركاء العرب؟            ما هي خصائص هذا التعاون وما هي المشاكل التي يواجهها؟ هل يمكن القول إن الحوار الروسي العربي في المجال الإستثماري يكتسب طابعا منتظما؟

ج. لقد تم أثناء لقائنا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي جرى في اواخر مارس/آذار، تلخيص نتائج نشاط الصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة. فقد جذب الصندوق منذ إنشائه اكثر من 15 مليار دولار من رؤوس الأموال الأجنبية في الإقتصاد الروسي، واقام عددا من الشراكات الإستراتيجية الطويلة الأجل. وجدير بالذكر أن لمعظم الاموال التي تم جذبها (حوالى 90%) “منشأ” آسيويا او الشرق اوسطيا”. فقد عقد الصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة حتى الآن اتفاقيات شراكة مع اهم الصناديق السيادية والحكومية في الشرق الاوسط (قطر، الكويت، البحرين، الامارات العربية المتحدة). ولا شك أن هذا النشاط وهذا التعاون يحملان طابعا منتظما.

من الاهمية بمكان أن يري اكثرية المستثمرين الشرق اوسطيين في روسيا، شريكا موثوقا به، ما يتيح لهم الجمع بين خبرة روسيا وخبرتهم واولوياتهم الإستراتيجية. لذا، تجري بشكل فاعل عملية دراسة المشاريع، بما فيها في قطاع البنية التحتية، لمضاعفتها مستقبلا على نطاق البلاد.

س. لقد عُقد مؤخرا في القاهرة منتدى الأعمال الذي شاركتم فيه. هل لكم ان تحدثوننا عن لقاءاتكم على هامش المنتدى والمواضيع المطروحة على بساط البحث فيها؟

ج. اثناء زيارتنا للقاهرة، عقدنا سلسلة من اللقاءات مع شركائنا في المنطقة، بما في ذلك مع الوزارات والمصالح المصرية ذات الصلة، والصناديق الإستثمارية الشرق اوسطية، وكذلك مع الشركات الروسية التي تبدي إهتمامها بتطوير الأعمال في الشرق الاوسط. وتمثل مصر إهتماما خاصا بالنسبة لعدد من الصناديق الإستثمارية الشرق اوسطية التي تُعتبر شركاء للصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة. لقد اتخذنا قرارا مبدئيا بشأن الإستثمارات المشتركة في قطاعات واعدة للإقتصاد المصري. وقد أقدمنا على دراسة مشاريع معينة من شأنها أن تعزز التعاون الإقتصادي بين روسيا ومصر. اننا نرى فرصا للمساهمة الكبيرة في تنمية مصر بواسطة إستخدام القدرات الصناعية الروسية والموارد المالية لشركائنا من الامارات العربية المتحدة.

س. كيف يجري التعاون مع الطرف المصري بوجه عام؟

ج. لقد إتفقنا مؤخرا مع وزارة الإستثمارات في جمهورية مصر العربية على تعزيز التعاون الإستثماري. وبموجب الإتفاقات التي تم التوصل اليها، سيدعم الصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة إنشاء صندوق إستثماري في مصر. سيجري العمل المشترك في مجال تشكيل الصندوق وهيكله الإداري وإستراتيجيته الإستثمارية ونمط الإستثمار المشترك.

أن مصر تتمتع بقدرات إستثمارية ضخمة في عدد من القطاعات، وتُعتبر احد الشركاء الإقتصاديين الرئيسيين لروسيا في منطقة الشرق الاوسط. وسيصبح الصندوق الإستثماري المصري اداة فعالة لجذب الإستثمارات الأجنبية في البلاد وسيساهم ها الصندوق في تعزيز التعاون الإستثماري بين بلدينا.

س. من المعروف أن الصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة توصل الى إتفاق مع الصناديق العربية بشأن الإستثمار المشترك في بلدان ثالثة، بما فيها مصر وكوبا. هل يمكنكم ان تتحدثوا بالتفصيل عن هذه الآليات؟ ما هي الدول والصناديق التي تُعتبر شركاء للصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة؟ ما هي البلدان التي يُخخط فيها لإستخدام مثل هذه الأشكال للتعاون الروسي العربي؟

ج. الحقيقة أن الصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة سيساهم في جذب مستثمرين دوليين آخرين لنشاط الصندوق الإستثماري المصري الذي يتم إنشاؤه، وذلك بالإستفادة من خبرتنا في مجال اقامة علاقات الشراكة مع أهم الصناديق السيادية في العالم. إننا نخوض الآن مباحثات بشأن مشاريع معينة مع الشركاء سواء من بلدان الشرق الاوسط او مع الشركات الروسية.

فمثلا، أعلنت شركة “روس آتوم” عن إنشاء محطة كهربائية في مصر، حيث ابدى عدد من المستثمرين العرب اهتمامهم بالاستثمار المشترك معنا. ويُعتبر القطاع الزراعي قطاعا واعدا، ذلك ان مصر تشتري كميات ضخمة من الحبوب الروسية. وتتسم باهمية بالغة الإستثمارات في البنية التحتية المصرية، حيث تساعد هذه المشاريع في جذب موارد والترويج للتقنيات.

اننا مستعدون لاقامة التعاون مع بلدان اخرى في منطقة الشرق الاوسط التي تتمتع بقدرات إستثمارية عالية ومشاريع واعدة يمكن تحقيقها لمصالح جميع الشركاء، بمن فيها الصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة وشركاؤه من المستثمرين الدوليين والإقتصاد الروسي.

س. كيف تخططون لتطوير التعاون مع بلدان الشرق الاوسط في المستقبل؟

ج. إن التعاون الإستثماري بين روسيا وبلدان الخليج يتطور بشكل فعال. وبما أن التعاون بين الصندوق الروسي للإستثمارات المباشرة واهم المؤسسات الإستثمارية في المنطقة يحمل الآن طابعا منتظما، فان المنتديات وغيرها من الفعاليات تجري بهدف مناقشة الإتجاهات المحددة للعمل وتحقيق مشاريع مشتركة. ويدرك شركاؤنا أن أسعار الاصول الروسية في ظروف تصحيح السوق بشكل مؤقت اكتسبت المزيد من الجاذبية، فيما تبقى المؤشرات الاساسية الكلية للإقتصاد الروسي قوية. وبالاضافة الى البنية التحتية نلاحظ وجود قدرات ضخمة للمشاريع المرتبطة بنمو الطبقة المتوسطة، بما في ذلك القطاع الإستهلاكي وبالبدائل المحلية للإستيراد والقطاعات الإنتاجية ذات القدرات التصديرية، وكذلك النهوض بفعالية عمل القطاع الصناعي.

People:
Company:
Esector: