بدأت أوساط الأعمال في العربية السعودية تتأمل بصورة جدية في طرق مضاعفة حجم التعاون الاقتصادي مع روسيا. وتدرس تلك الأوساط حاليا إمكانيات توظيف رؤوس أموالها في قطاع الصحة والمواصلات وصناعة السيارات وإتلاف النفايات الصناعية ومصادر الطاقة المستجدة في روسيا.
ومن جانبها بدأت الشركات الروسية تثبت أقدامها في قطاعات الزراعة وصناعة معالجة الأخشاب والمصارف والبتروكيمياء، السعودية. أفاد ذلك لمراسل صحيفة “روسيسكيا غازيتا” صاحب السمو الأمير عبد اللطيف العثمان محافظ الهيئة العامة للاستثمارات (سعودية) – SAGIA
س. هل تعتزم هيئتكم، يا صاحب السمو، الاستثمار في روسيا؟
ج. إن قطاعنا الخاص متقدم جدا فهو يوظف رؤوس أمواله في كل أرجاء الدنيا. وإنا واثق كل الثقة بأنه سيتناول بجدية كل الامكانيات ذات المنفعة المتبادلة وهي كبيرة جدا في روسيا.
س. لقد تشكلت لدى العربية السعودية منذ زمن بعيد حلقة ثابتة من الشركاء التجاريين هم الولايات المتحدة والصين وكوريا واليابان. فما الذي يدعوكم لتطوير العلاقات الاستثمارية مع روسيا؟ وخاصة الآن عندما يعاني الاقتصاد الروسي حالة لا تحسد عليها؟
ج. إنهم لقليلون اليوم من يعرف أن روسيا كانت أول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية في عام 1926. فلعلاقاتنا تاريخ عريق. و تنتسب العربية السعودية وروسيا اليوم إلى عداد الدول التي تتصدر مسيرة العالم المعاصر فتنضمان إلى العضوية في مجموعة العشرين. وهما تعملان سوية على تسوية المشكال ذات الأهمية بالنسبة للعالم بأسره. والموقف المنطقي الوحيد هنا هو العمل المشترك على الدوام.
س. هل لدى بلدكم هدف ما ملموس – هدف جذب مبلغ محدد ما من الأموال الروسية؟
ج. السماء هي الحدود. فأدري فقط أن في مقدورنا تجاوز أي رقم قد أجلبه هنا لأن الإمكانيات خيالية فعلا.
أن اقتصادنا هو أكبر اقتصاد في المنطقة وهو يحتل المرتبة الثالثة في عالم من حيث وتائر النمو. وإذا انتجتم سلعة ما في العربية السعودية فبإمكانكم بيعه بمنأى عن أي رسوم جمركية في 17 بلدا تربطنها بها اتفاقيات التجارة الحرة. لذا فإن سوقنا لا تنحصر على العربية السعودية وحدها بل تشمل كل الثلاثمائة مليون نسمة من المستهلكين في العالم العربي.
س. وما بالنسبة لمناخكم الاستثماري؟
ج. إن ضرائبنا متدنية للغاية. إذ لا تفرض دولتنا ضريبة الدخل، أو الضريبة على القيمة المضافة، أو ضريبة المبيعات، أو ضريبة ملكية، مع وجود معدل ضريبي منافس على أرباح الشركات قدره 20 في المائة من الأرباح مع السماح بترحيل الخسائر. وفضلا عن ذلك نوفر العقارات الصناعية والخدمات البلدية بأسعار منافس جدا.
س. ما هي القطاعات التي قد تكونوا مستعدين لفتح أبوابها أمام المستثمرين الروس؟
ج. العربية السعودية تفتح أبوابها على المصراعين أمام الاستثمارات في كل قطاعات الاقتصاد ما عدا بعض المجالات المحدودة جدا ذات الصلة بأمن الدولة والسيادة الوطنية.
وكنا قد حددناها بوضوح حين الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. ومستوى الاستثمارات المتبادلة بين العربية السعودية وروسيا لا يعكس اليوم قدرتيهما الاقتصاديتين. فنتوقع ازدياده أضعافا كثيرة.
س. إلى أي مدى يصعب توفيق مبادئ الدولة الإسلامية والتقاليد الإسلامية لممارسة الأعمال مع الانفتاح على المستثمرين الغربيين؟
ج. كانت العربية السعودية منذ الأول اقتصادا منفتحا وخاصة فيما يتعلق بالتجارة والاستثمارات. فالبنوك لنا تنشط بصورة فعالة جدا عارضة على زبائنها الخدمات المالية الإسلامية وغير الإسلامية على السواء أما اللجوء إلى هذه منها أو تلك فهو أمر متروك لقرار رجال الأعمال أنفسهم.
س. بالمناسبة، هل أن روسيا هي بلد أوروبي أو شرقي في عين المواطن السعودي؟
ج. إنني اعتبر روسيا روسيا. وعليّ أن أقول أن قليل من يدرك أننا في السعودية نقدر الثقافة الروسية عالي التقدير. ونتعجب في إنجازاتكم الفنية والثقافية والعلمية وحسكم للفكاهة فنقرأ كثيرا من الأدب الروسي.
س. هل للأعمال الروسية سمعة ما في بلدكم؟ هل أنكم مستعدون للثقة به؟
ج. إن تجربتنا في التعامل مع أوساط الأعمال الروسية محدودة جدا. لذا فقد يكون من باب الإجحاف القول بأن هناك جوانب سلبية ما، بيد أن ثمة أشياء نجهلها تماما. وهذا يعني أن علينا أن نسعى إلى التعرف على بعضنا البعض على نحو أفضل.
لقد اختتمت توا أعمال المنتدى الاقتصادي السعودي-الروسي الذي تميز بمستوى عال من الحضور حيث اشترك فيه رؤساء العديد من الشركات الكبرى وإننا لشاكرون لغرفة التجارة والصناعة الروسية على تنظيم هذا المحفل. إلا أنه وحده لا يكفي. لأن فعالية واحدة من هذا النوع لا تستطيع أن تغير شيئا بالنسبة للاقتصاد الضخم مثل الاقتصاد الروسي. والمطلوب منا بذل المزيد والمزيد من الجهود.
س. ما هي طريقتكم للتعامل مع المستثمرين؟ ما هي الخطوات المطلوبة للحصول على تأييدكم وفيما يتجسد هذا التأييد؟
ج. نحن نساعد المستثمر على تدبير الحال في السعودية. بإمكانكم، مثلا، زيارة موقعنا وتقديم طلب فسوف نسجلكم عبر الإنترنت في حدود بضعة أيام. كما نؤمن أيضا إصدار سمات الدخول لأغراض العمل وتمديد أجلها.
س. وكيف يمكن اختيار مجال الاستثمار؟
ج. باستطاعتكم أن تحمّلوا تطبيقا خاصا من موقعنا إلى هاتفكم الذكي. وبعدها يكفيكم الكبس على أي قطاع، مثلا، النقليات، لكي تحصلوا على القائمة بفرص الاستثمار في هذا القطاع بعينه. فمثلا، صناعة الفولاذ… ها هي المعلومات حولها… أو الكوابل – 100 فرصة للاستثمار في كل قطاع ويتضمنها تطبيق واحد لا غير. وبإمكان أي مستثمر أن يطلع عليها. وتقدر قيمتها بـ500 مليار دولار وهذا يكفي للجميع.
س. ما هي العتبة التي لا بد من تجاوزها لدخول المستثمر إلى السوق السعودية؟
ج. ليس هناك الحد الأدنى المطلوب من الرأسمال. نعم، ثمة عدد من القطاعات تحدد فيها هذه العتبة بيد أنها ليست عالية جدا. وبينها، مثلا، تجارة التجزئة لأن هذا العمل يتطلب من كل بد توفر سلسلة توريد. لكل شيء تبريره العملي.
س. ومع ذلك، كم من المال لا بد وأن يكون في حوزة المرء لكي يستطيع أن يوظفه في العربية السعودية؟ هل 100 الف دولار أو أكثر من ذلك؟
ج. أجل، في العديد من القطاعات هو فعلا نحو 100 ألف دولار، ولكني أكرر أنه ليس ثمة الحد الأدنى الضروري بالنسبة لجميع القطاعات.
س. لقد بدأت سوقكم للأسهم تنفتح تدريجيا أمام الأجانب. أفلم تبدأ بعد المباحثات مع المستثمرين الروس؟
ج. من المبكر بعد الحديث عن ذلك. ولكنها أخبار جيدة. لأن سوق الأسهم السعودية هي سوق ناضحة تتصف بتنظيم ممتاز ولذا فإن المستثمر المؤسسي يستطيع أن يستفيد كثيرا من الشركات الناشطة فيها.
تأليف النص: أيغور زوبكوف
المصدر: http://m.rg.ru/2015/07/03/invest.html
“روسيسكيا غازيتا” العدد 6715 (144) في 3 يوليو \ تموز عام 2015.
People: عبد اللطيف العثمان
Region: العربية السعودية
Company: الهيئة العامة للاستثمار السعودية
Esector: استثمارات