الأسهم ليست في مصلحة البنوك الاستثمارية

طرح السندات المالية  لم يتح تحقيق الكسب للبنوك الاستثمارية .

     لم ينتج طرح السندات من قبل البنوك الاستثمارية عن تحقيق أرباح ما خلال تسعة أشهر من العام الحالي حيث انخفضت أرباحها الناجمة عن إجراء الصفقات بالأوراق المالية الروسية قياسا للعام الماضي. وجاء ذلك بسبب الربع الثاني الفاشل فضلا عن القسم الكبير للصفات ذات المردود المنخفض والأدوات المتعلقة بالديون.

    وقد أجملت وكالة “ديالوجيك” الإعلامية حصيلة نشاط البنوك الاستثمارية في روسيا خلال الأشهر التسعة من العام الجاري إذ بلغ الحجم الإجمالي لعمولات البنوك المذكورة منذ بداية العام 422 مليون دولار. وخلال الربع الثالث كسبت هذه البنوك 176 مليون دولار أي أكثر من 44 بالمئة مما كان عليه في الربع الثاني وأكثر من الثلث مقارنة مع مؤشر العام الفائت. ففي الأشهر التسعة من العام 2011 كسبت البنوك أكثر من 750 مليون دولار. ومن ضمن عشرة بنوك استثمارية كبيرة لم يحقق زيادة في العائدات سوى بنك الادخار – Sberbank حيث وصل مجمل عمولاته إلى 50 مليون دولار أي بزيادة مقارها الربع مقارنة مع العام الفائت. وفي النتيجة شغل هذا البنك المركز الأول بعد ان أزاح من طريقه زعيم العام الماضي “بنك التجارة الخارجيّة – كابيتال  ВТБ-Капитал” والذي بلغ ربحه في العام المذكور 46 مليون دولار . ويأتي بعده بنك “Credit Suisse” (36مليون دولار)  ثم غاز بروم بنك (33 مليون دولار ) و Morgan .JP (32 مليون دولار ) .

    ويرجِع المشاركون في السوق، ان انخفاض حجم الأرباح من عمليات البنوك الاستثمارية يعود إلى تدهور حالة السوق في الربع الثاني من العام الجاري. ففي هذه الفترة طُرحت مسألة الحفاظ على وحدة منطقة اليورو بعد عجز اليونان عن تسديد ديونها .

    وحسب محصلة الربع الثاني أجريت صفقات بـ 36,3 مليار دولار أي أقل بـ 15 بالمئة من مؤشر مطلع العام . وفي  النتيجة بلغت عائدات البنوك الاستثمارية 124 مليون دولار مقابل 139 مليون في الربع الأول . ثم بدأت السوق بالانتعاش حيث عقدت هذه البنوك خلال تسعة أشهر 277 صفقة بـ 118 مليار دولار ( مقابل 315 صفقة بـ 145 مليار دولار في العام الماضي ).

    وأشار ايغور غورين مدير بنك ” رايفايزين انفيستمنت” إلى أن عمولات البنوك في  الوقت الحاضر أقل إلى حد ما مما كانت عليه قبل  الأزمة المالية العالمية. وحسب قوله فمنذ 4-5 سنوات كانت نسبة عمولة البنوك لقاء تنظيم توزيع الأسهم 5 – 4 بالمئة من حجم الاكتتاب بالنسبة للمصدرين من النسقين الأول والثاني، بينما في العام 2012 بلغت 3-2 بالمئة. وهذا التقدير يتطابق مع معطيات وكالة “بلومبيرغ – Bloomberg” التي تشير إلى أن العمولات في  سوق الأسهم كانت تتراوح منذ بداية العام بين 2، 3، 5 بالمئة . وعلى كل حال فإن العمولة تنخفض مع ازياد حجم الأسهم المطروحة حسب قول ممثل البنك الاستثماري الذي يدخل ضمن أكبر عشرة بنوك من حيث عائدات العمولة . وبالإضافة إلى ذلك فإن العمولات المنخفضة حيث من المهم هنا بالنسبة للمنظمين جانب الشهرة والدعاية. وعلى سبيل المثال فإن حجم “الأوراق المالية المطروحة للمرة الثانية – Secondary Public Offering:SPO ” من بنك الادخار بلغ 5  مليارات و200 مليون دولار بينما لم تتجاوز عمولات المنظِّمين 31 مليون دولار أي 6 بالمئة . وحسب قول ايغور غورين فإن بوسع بعض البنوك أن تحدد وتثبّت مقدار العمولة نظراً لأن تكاليف إجراء التوزيع لا تتوقف كثيرا على الحجم .

   ويرتبط الهبوط العام لعائدات البنوك ببنية السوق الروسية أيضاً، فهو يتسم بالحصة الدنيا لقطاع الصفقات ذات الفروق العالية بين سعر الشراء وسعر البيع والمرتبط بأسهم إدارة محتويات المؤسسة – Enterprise Content Management  (ECM). فحتى إذا أخذنا بالاعتبار توزيع الأوراق المالية لبنك الادخار (سبير بنك ) فإن حجم صفقات إدارة محتويات المؤسسة – Enterprise Content Management  (ECM). حسب معطيات “ديالوجيك – Dealogic” ، انخفض إلى 7 مليارات و300 مليون دولار، بينما تجاوز ذلك في العام الفائت 10 مليارات دولار .

    وفي نفس الوقت ازداد خلال الفترة المذكورة حجم الصفقات في قطاع الفروقات المنخفضة بين سعر الشراء والبيع . فبينما لم يتجاوز هذا الحجم خلال التسعة أشهر من العام الفائت 41 مليار دولار فإنه وصل في هذا العام إلى حوالي 52 مليار دولار . وحسب معطيات “بلومبيرغ – Bloomber” فقد تراوحت العمولة لدى توزيع السندات في السوق العالمية بين 1 و 4 بالمئة من حجم الإصدار . ومن الطبيعي ان العمولات  الناجمة عن ازياد توزيع السندات المالية لم تُعوِّض هبوط العائدات الواردة من توزيع الأسهم . ويرى ممثل بنك استثماري كبير آخر أن التنافس اشتد ،على نحو خاص، بعد طرح السندات الحكومية من قبل “بنك  التجارة الخارجية – كابيتال ВБТ- Капитал”  وبنك الادخار  Sberbank . وحيث أنهما يتمتّعان بدعم الدولة فقد أصبحا يمليان شروطهما مما أدى الى إزاحة المشاركين الآخرين في هذه السوق .

صحيفة “كوميرسانت” العدد رقم 1999 (4984)  – تاريخ 23/12/2012