تولت روسيا الاتحادية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول مهام رئاسة مجموعة العشرين التي ستستمر عاماً كاملاً .
ومجموعة العشرين هذه، هي منتدى غيررسمي لأبرز دول العالم اقتصاديا . وتمثل البلدان المشاركة فيها عموماً 90 بالمئة من المنتج القومي الإجمالي العالمي و80 بالمئة من التجارة الدولية. وفي الوقت الحاضر تتمتع بصفة عضو دائم في مجموعة العشرين 19 بلداً والاتحاد الأوروبي . ويدخل في قوام هذه المجموعة بالإضافة إلى روسيا والاتحاد الأوروبي كلٌّ من الأرجنتين والبرازيل والمكسيك والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وجمهورية جنوب افريقيا وتركيا والمملكة العربية السعودية والصين والهند وأندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان .
وتكمن مهمة البلد المترأس للمجموعات التحضير للقاءات قادة الدول المشاركة وكذلك القيام قي غضون عام بأعداد وتنسيق القرارات في مجال التطوير الاقتصاد العالمي سواء ذات الشأن البالغ بالنسبة لألوياتها الخاصة أو بالنسبة لأولويات البلدان الشركاء.
وقد تأسّست مجموعة العشرين كأداة لمواجهة الأزمات ذات المستوى العالمي الناجمة عن الأزمة المالية الاقتصادية العالمية التي اندلعت في عام 2008 . وقد حدد ذلك الظرف مهامها الاساسية المتجسدة في درء نشوب الازمات المالية الاقتصادية وضمان التطور المتوازن للاقتصاد العالمي وإصلاح بنية الإدارة العالمية بما يتلائم مع وقائع القرن الحادي والعشرين. ومنذ أن تشكلت في إطار لقاءات قادة الدول ورؤوساء الحكومات أصبحت مجموعة العشرين ألية لتنسيق السياسة الاقتصادية الكلية وتنظيم وضبط الأسواق المالية والتأثير على السياسة الاقتصادية الدولية .
ويعتبر خريف العام 2008 بداية تشكيل مجموعة العشرين في صيغتها القائمة حالياً حين انعقد هذا المنتدى للمرة الاولى على مستوى قادة الدول وروؤساء الحكومات .
وفي العام 2009 اتخدت القمة الثالثة للمجموعة ، التي انعقدت في مدينة بيتسبورغ (ولاية بنسلفانيا )، قرارا حول تثبيت الوضعية الدائمة لإطار”العشرين” والاعتراف به كأساس لحل قضايا الاقتصاد الدولي والتعاون الاقتصادي .
وضمن المنجزات الأساسية للعمل في نطاق مجموعة العشرين يمكن الإشارة بشكل خاص إلى تعزيز دور البلدان ذات الاقتصاد المتصاعد وبالدرجة الأولى دول منظمة”بريكس” وكذلك إصلاح المؤسسات المالية الدولية (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي) وتحسين منظومة الضبط المالي خاصةً في البلدان التي أدى خلل الضبط والتنظيم الى اندلاع الأزمة الكونية وإنشاء “مخدات الأمن والسلامة” لحيلولة دون ظهور حالات تدهور جديدة وخطيرة في الاقتصاد .
وستجري أولى الفعاليات ضمن نطاق رئاسة روسيا الاتحادية للمجموعة العشرين بموسكو في منتصف ديسمبر /كانون الأول عام 2012 . وسيعقد ضمن أمور أخرى، لقاء لمراكز البحث العلمي الدولية في الحادي عشر من الشهر المذكور . كما سيتم وضع النتائج الأساسية لهذا اللقاء على شكل إرشادات وتوصيات عملية بخصوص قضايا الإدارة الدولية فضلاً عن تحسين سير اعمال مجموعة العشرين وبحث سبل تعزيز التنمية الاقتصادية .
ومن المقرر أن ينعقد في 12 ديسمبر /كانون الأول لقاء الأمناء المفوضين لقادة البلدان الأعضاء في مجموعة العشرين، الذين سيقومون بتنفيذ مهام بالغة الشأن في التخطيط للمباحثات خلال إعداد لقاء القمة وكذلك تنسيق جدول الأعمال وإيجاد الإجماع في أعلى مستوى سياسي وتحضير مسودات بيانات قادة البلدان وغيرها من الوثائق المرافقة.
وتعتبر كسينيا يوداييفا رئيسة إدارة الخبراء لدى الرئاسة الروسية، شيربا / الوكيل المفوض من قبل رئيس روسيا الاتحادية في شؤون مجموعة الدول الصناعية الكبرى (مجموعة الثمانية) والصلات مع ممثلي زعماء الدول الأعضاء في مجموعة العشرين .
وسيعقد في 12/ديسمبر /كانون الاول لقاء لمجموعة العشرين المدينية (“Civil20”) وندوة لمجموعة العشرين الخاصة بأعمال (“Bisness 20”) حيث سيبحث ممثلون بارزون للمجتمع المدني وقطاع الأعمال للبلدان الأعضاء القضايا الملحة لجدول الأعمال الشامل وبرنامج العمل الخاص برئاسة روسيا الاتحادية لمجموعة العشرين .
كما من المقرر ان ينعقد في 13 ديسمبر/ كانون الأول مؤتمر “المساعدة على النمو الاقتصادي والتطور الثابت” الذي ستطرح فيه رسميا أولويات وبرنامج فترة رئاسة الروسية لهذه المجموعة . وسيتم الاستماع الى تقارير منسقي مجموعة العشرين الشبيبيّة (“Youth20”) ومجموعة العشرين للنقابات المهنية (Labour 20) وخلال العام ستجري أيضاً فعاليات اخرى في اطار مجموعة العشرين .
وسيغدو اجتماع القمة المزمع عقده 5 – 6 سبتمبر /ايلول عام 2013 في سانكت بطرسبورغ ذروة عام رئاسة روسيا لمجموعة العشرين .