شركة أنابيب الصلب الروسية تصل إلى الخليج العربي

حصلت شركة أنابيب الصلب” ت.م.ك”على  الحصة المهيمنة من أسهم أحد مصانع سلطنة عمان. وحسب تقديرات الخبراء فإن شراء الجزء الأكبر من أصول هذا المصنع الصغير، الذي كان يعمل بخسارة، هو أمر هام للشركة الروسية المذكورة من أجل الدخول إلى سوق واعدة، بينما لاتهتم شركات تصنيع أنابيب الصلب الروسية حتى الآن بأصول مصانع منطقة الشرق الأوسط.

وقد أُعلن يوم أمس أن شركة دميتري بومبانسكي المنتجة لأنابيب الصلب اشترت 55 بالمئة من أسهم” مصنع شركة الخليج الدولية لصناعة الأنابيب  التي تتجاوز استطاعتها الإنتاجية 200 ألف طن من الأنابيب الملحومة وأنابيب الخطوط المخصّصة لقطاعي النفط والغاز. وفي محصلة الصفقة بقي 45 بالمئة من الأسهم المختلفة في حوزة ثلاثة من أربعة مساهمين وهم: “مؤسسة عمان للاستثمار” و”مؤسسة الخليج للاستثمار” و” شركة بوسكو”. وقد انسحبت من المشاركة في امتلاك المصنع المذكور شركة  التي كانت تمتلك 30 بالمئة من الأسهم.

وفي تصريح أدلى به إلى صحيفة” كوميرسانت” اشار ممثل شركة” ت.م.ك” الروسية إلى انه جرى شراء الأسهم المتوفرة، وأنه كان من المفترض أن يتم في إطار إغلاق الصفقة طرح إصدار إضافي . ولكن بما أن كافة المساهمين سيشاركون في ذلك فإن حصة الشركة الروسية في النتيجة لن تتبدل. ولم يوضح ممثلو الشركة عما إذا كانت لديها امكانية شراء كافة أسهم المصنع المذكور، واكتفوا بالقول أنهم لا يعتزمون زيادة حصة الشركة. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة لا تكشف عن مقدار الصفقة المذكورة ومصادر تمويلها. وهذه أول أصول إنتاجية لشركات تصنيع أنابيب الصلب الروسية في منطقة الخليج العربي.

على كل حال فإن مصنع شركة االخليج الدولية لصناعة الأنابيب لن يضيف الكثير إلى استطاعات شركة أنابيب الصلب الروسية التي وصل إنتاجها في عام 2011 إلى 4 ملايين و200 ألأف طن من الأنابيب. وأفاد ممثل الشركة الروسية قائلاً:” بالمقارنة مع مصانعنا فإن لدى الشركة العمانية استطاعات غير كبيرة. ولكن إذا انطلقنا من معايير هذا االقطاع اجمالاً  فإن مصنعها يعتبر بحق مصنعاً كبيراً”. وأضاف ممثل الشركة الروسية قائلاً أن لدى شركته العديد من الخطط لتطوير الأصول دون الكشف عن تفاصيلها.

وقد جاء في بيان للشركة الروسية أن “مصنع شركة الخليج الدولية لصناعة الأنابيب”يتعامل مع كبريات                               شركات النفط والغاز العاملة في منطقة الخليج العربي. وأشار البيان إلى أن ” سوق الشرق الأوسط  واعد جداً ومثير للاهتمام بالنسبة للشركة. وتكمن مهمتنا الآن في القيام على نحو فعال بدمج النشاط الإنتاجي والتسويقي للمصنع  في البزنس الدولي لشركتنا من خلال استخدام خبرة شركة” ت.م.ك- الشرق الأوسط” في مجال التسويق مع دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تتجاوز ستة أعوام ( لا يتم الكشف عن حجم المبيعات- ملاحظة الكوميرسانت).

ولا يشير أحد من ممثلي الشركة إلى سعة سوق الأنابيب في الشرق الأوسط. كما لم تستطع أن تقوم بذلك أيضاً شركات منافسة  وكذلك المحللون الذين جرى استبيان وجهات نظرهم بهذا الشأن مثل شركتي  омтو чтп  .

وقد اقتصر ممثلو شركات تصنيع الأنابيب الروسية على القول بأنه ليس لدى شركاتهم أي خطط  في الوقت الحاضر للوصول إلى أسواق الشرق الأوسط. ويشير ممثل مجموعة ” او.م.ك” إلى أنها لم تحقق حتى الآن مشروعين له في روسيا وأمريكا..أما بالنسبة لشركة……. فإنها اتفقت مؤخراً على إعادة هيكلة زهاء 100 مليار روبل من الديون.

ويشير موقع مصنع شركة الخليج لصناعة الأنابيب على الانترنت إلى أن المصنع، الذي كانت قيمته تبلغ 100 مليون دولار، بدأ عمله في 10 آذار/ مارس عام 2010.وحسب تقدير الكسندر ليتفين محلل شركة “باريب انفيستمنت بارتنيرس” فإن قيمة الشركة العمانية يمكن أن تصل في الوقت الحاضر إلى حوالي 200 مليون دولار. وبالتالي فإن شركة أنابيب الصلب الروسية دفعت لقاء حزمتها الكبرى من الأسهم زهاء 100 مليون دولار. ويرى مصدر لصحيفة” كوميرسانت” في هذا االقطاع أن االمصنع العماني كان خلال وقت طويل خاسراً وأن شركة السيد بومبانسكي ستحتاج إلى وقت معين ليتسنى لها تنظيم ” اقتصاد المصنع”. ومن جهة أخرى فإن دخول شركة أنابيب الصلب الروسية إلى مصنع شركة الخليج لصناعة الأنابيب بوسعه أن يوفر حوالي 100 دولار للطن الواحد لدى توريد الأنابيب إلى المشاريع المحلية. وأضاف المصدر في حديثه إلى ” كوميرسانت” أن عدة شركات منتجة للأنابيب بما في ذلك شركة”تيناريس – Tenaris ”  و”فالوريس – Vallourec”  تحاولان توسيع حضورهما في مناطق استخراج النفط.

ويعتقد السيد ليتفين أن هذه الصفقة مهمة من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لشركة أنابيب الصلب وذلك من وجهة نظر التواجد

في واحدة من أهم مناطق استخراج النفط في العالم. وأوضح ليتفين قائلاً” من الناحية النظرية فإن إقامة عمل مع الزبائن المحليين باسم مصنع شركة الخليج الدولية لصناعة الأنابيب سيتيح لشركة أنابيب الصلب الروسية زيادة توريداتها إلى أسواق الشرق الأوسط” على حساب المنتجات الناجمة عن الأصول الروسية والمصنعة في روسيا.

صحيفة “كوميرسانت” 04/12/2012