وزير التنمية الإقتصادية الروسي يُجري مباحثات في القاهرة

في 13 مارس/آذار أجرى وزير التنمية الإقتصادية الروسي الكسي اوليوكاييف في شرم الشيخ مباحثات مع رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب ووزير الصناعة والتجارة والشركات الصغيرة والمتوسطة منير فخري عبد النور.

وتناول لقاء الوزير الروسي مع رئيس الحكومة المصرية آفاق العلاقات التجارية والتعاون الإستثماري بين البلدين.

واعرب رئيس الوزراء المصري عن إمتنانه للوفد الروسي على مشاركته في مؤتمر دعم تنمية مصر الإقتصادية. وعلى حد قوله، فإن تنمية التعاون الشامل مع روسيا يُعد قرارا إستراتيجيا للقيادة المصرية لقي تأييدا من جاب الشعب المصري بأسره. وقال رئيس الوزراء أن “مصر مدينة لروسيا بكهربة البلاد وإنشاء الصناعة الحديثة”.

ومن جانبه أشار الكسي اوليوكاييف الى أن هناك نموا ملحوظا للإهتمام بتنمية التعاون المتبادل النفع بين البلدين، منوها بأن الجانب المصري وضع في أثناء التحضير للمؤتمر قائمة تضمنت مشاريع إستثمارية يمكن جذب المقاولين الروس للمشاركة في تحقيقها. وقال الوزير إن “الشركات الروسية تبدي إهتماما بهذه المشاريع، وبحوزتها إمكانيات تقنية كفيلة بتحقيقها”.وأضاف: “إننا ندعم شركاتنا المهتمة بالعمل في مصر”.

ووصف الوزير بـ “فروع ذات الأولوية” إستخراجَ وتكرير النفط والغاز وكذلك قطاع الطاقة بما فيها الطاقة الذرية. وأشار اوليوكاييف الى أن الإقتصاد المصري المتنامي سيحتاج خلال السنوات القادمة الى المزيد من الطاقة، مشددا على ان روسيا مستعدة للمساهمة قي تشغيل وحدات جديدة لتوليد الطاقة في مصر، بما في ذلك إنشاء محطة كهرذرية. وإن التعاون في هذا المجال سيأتي بمنفعة أكيدة لمصر، ذلك أن روسيا على إستعداد لمساعدة مصر في إنشاء قطاع جديد “من الصفر”، وتدريب الكوادر وإنشاء البنية التحتية المطلوبة.

وعشية زيارة ألكسي اولوكاييف لمصر، تم في موسكو التوقيع على مذكرة تفاهم “ثلاثية الأطراف” بشأن الضمان المشترك للأمن الغذائي في الشرق الأوسط وافريقيا، بواسطة تكوين آلية متكاملة “عامودية” لتوريد الحبوب، بما في ذلك إنشاء البنية التحتية المطلوبة. وقال الوزير “إنها أمور دقيقة محددة. وإني على يقين بأن هذه الأمثلة ستكون أكثر في المستقبل”.

وتتمتع الشركات الروسية بتجربة عمل في هذا المجال على اساس متعدد الأطراف. فمثلا، تم في عام 2011 إنجاز تحديث 12 وحدة لتوليد الطاقة في السد العالي. وساهمت في المشروع شركة “سيلوفييه ماشينيه” (“ماكنات القوة”) الروسية بالتعاون مع شركة “سيمينز” الألمانية.

وفي معرض تباحثه مع الطرف المصري في العلاقات التجارية أكد الكسي اوليوكاييف عل ان هذه العلاقات تتطور بثبات بين بلدينا بالرغم من الأزمة في الإقتصادي العالمي. وقال اوليوكاييف أن “حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2014 زاد عن 5،4 مليار دولار، ما ضمن مضاعفته بالمقارنة نع عام 2013. فقد زادت روسيا بشكل ملحوظ من توريدات موارد الطاقة والقمح والزيت النباتي والأخشاب والماكنات والمعدات الى مصر. وتزايد بشكل كبير حجم الصادرات المصرية الى الأسواق الروسية، حيث زاد عن 540 مليون دولار”. واشار الوزير الى ان هناك طاقات وإمكانيات كفيلة بزيادة التعاون والوصول الى “نتائج مؤثرة”.

وبالإضافة الى ذلك أشار اوليوكاييف الى ان روسيا التي بحوزتها “اسواق واسعة”، مستعدة لزيادة مشترياتها من الفواكه والخضروات وغيرها من المنتجات المصرية المطلوبة للصناعات الروسية.

وفي اثناء لقائه بوزير الصناعة والتجارة والشركات الصغيرة والمتوسطة المصري منير فخري عبد النور أشار الكسي اوليوكاييف الى أن الجانب الروسي يولي أهمية بالغة الى عمل اللجنة الروسية المصرية المشتركة للتعاون التجاري والإقتصادي والعلمي والتقني، حيث من المقرر أن تجري إجتماعات اللجنة في القاهرة في أواخر ابريل/نيسان 2015. ويٌقترح أن تُدرج على جدول أعمالها مسألة دخول الشركات الروسية الى المشاريع الإستثمارية التي عرضها الجانب المصري في مؤتمر شرم الشيخ. وتهتم الشركات الروسية في المقام الأول بتحقيق مشاريع للبنية التحتية والطاقة، وتنظيم توريدات الماكنات والمعدات. وقال الوزير الروسي: “سنقوم بعدة جولات عمل الى مصر في اقرب وقت، حيث من المقرر أن يشارك فيها ممثلو العديد من الشركات الروسية”. وأضاف ان “توسيع التعاون الإستثماري سيصبح حافزا إضافيا قويا للتجارة الثنائية المتنامية بسرعة”.

وأعاد اوليوكاييف الى الأذهان أنه تم، أثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى مصر، التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال جذب الإستثمارات والمشاركة في بناء منشآت على ارض مصر. وتهدف المذكرة الى توفير ظروف ملائمة لتدفق الإستثمارات الروسية الى الإقتصادي المصري. ونوه الوزير بأن “الموقف الفاعل لأوساط رجال أعمال البلدين سيكتسب اهمية حاسمة في التوصل الى نتائج إيجابية في القطاع الإستثماري”.

وعلى حد قول اوليوكاييف، فإن حجم الإستثمارات الروسية في مصر يتزايد بإستمرار. وأشار الوزير الى أن “هناك مشاريع روسية تتحقق بفاعلية على ارض مصر في قطاع إنتاج الطاقة وتجميع السيارات. كما توشك على النهاية عملية دراسة عدد من المشاريع منها إنشاء صوامع الحبوب وإستخراج الثروات الطبيعية وإنتاج معدات السكك الحديدية والشاحنات”.

ويُدرس في الوقت الحاضر الإقتراح المصري بإنشاء منطقة صناعية روسية في مصر من شأنها أن تساعد على إجراء عمليات الإنتاج وفقا للتقنيات الروسية على ارض مصر. وقال اوليوكاييف إن عملية إختيار الشركات للعمل في المنطقة الصناعية توشك على نهايتها.

وجرت في ختام اللقاء مناقشة آفاق عقد اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والإتحاد الإقتصادي الاوراسي. واشار منير فخري عبد النور الى أن من الضروري أن يجري في اقرب وقت اجتماع فريق الدراسة المشترك الذي يضم ممثلي مصر والإتحاد الاوراسي. وشدد رئيس الوفد الروسي على ان عقد مثل هذه الإتفاقية سيساعد على إقامة صلات انتاجية وتجارية وإستثمارية أوثق بين روسيا ومصر.

People: , ,
Region: