تلقى الرئيس الفرنسي السابق نيقولا ساركوزي عرضا من قطر لرئاسة صندوق استثماري كبير، ويخطط الصندوق لجمع مبلغ 500 مليون يورو لاستثمارها في جنوب أوروبا والبحر المتوسط والبرازيل. تعتمد سلطات الممالك النفطية بقرارها على نفوذ وقوة العلاقات الواسعة التي يحظى بها الرئيس الفرنسي السابق في أماكن مختلفة في مراكز النفوذ في جميع أنحاء العالم.
ويؤكد هذا الخبر الخبير في شؤون المنطقة، الكاتب نبيل الناصر مؤلف كتاب “سر قطر” والذي صدر مؤخرا في فرنسا ، كما يعلق الباحثون في صحيفة “لوموند” بأن “مثل هذا المشروع قابل للتحقيق ولكنه مشروط بموافقة ساركوزي بعدم المشاركة في الحياة السياسية “.
وحسب جريدة “لوموند”، يبدو أن العرض القطري ورد من ثنائي “ولي العهد” ورئيس الحكومة القطرية اللذين يشرفان على استثمارات قطر في الخارج. وسينحصر “الصندوق” الذي سيتولى ساركوزي إدارته باستثمارات في بلدان يملك فيها نيقولا ساركوزي علاقات وثيقة: إسبانيا، حيث يُعتَبَر ساركوزي حليفاً لرئيس الحكومة الأسبق “جوزيه ماريا آزنار”؛ والمغرب، حيث يقضي إجازاته؛ والبرازيل، حيث يقيم ساركوزي علاقات وطيدة مع الرئيس السابق “لولا”، عدا أن البرازيل هي بلد والد زوجته.
والطريف في الموضوع أن جريدة “لوموند” كانت قد كشفت قد أسابيع عن العلاقات الحميمة التي تربط أبرز خصوم ساركوزي، وهو وزير الخارجية الأسبق “دومينيك دو فيلبان” بالعائلة الحاكمة في قطر! أي أن القطريين يراهنون على جميع “اللاعبين” في الوقت نفسه. بما فيهم “الحزب الإشتراكي”، الذي يتردّد أغلب زعمائه، بما فيهم رئيس بلدية باريس، على “الدوحة”، بمناسبة وبدون مناسبة!
مشكلة الرئيس ساركوزي هي أنه، إذا وافق على العرض القطري، سيكون مضطرّاً للإبتعاد عن السياسة بصورة قد تكون نهائية، في حين أنه يحلم بـ”ولاية ثانية” في رئاسة فرنسا! فقد نقلت عنه مجلة فرنسية أنه “إذا بدا أن فرنسا موزعة بين تصاعد التطرف اليساري واليميني، فسأجد نفسي مضطراً لتقديم ترشيحي للرئاسة، ليس لأنني أرغب في ذلك، ولكن بحكم الواجب”! ويعرف ساركوزي أن الفرنسيين لن “يسامحوه” إذا تحوّل إلى “موظّف” عند القطريين!
و لا يستبعد المحللون الفرنسيين أن يقوم نيقولا ساركوزي الذي ناهز في يناير كانون الثاني 58 عاما، بدلا من العودة إلى السياسة بأن يحذو حذو زملائه، توني بلير وبيل كلينتون وغيرهارد شرودر بالخيار بين الخوض في القضايا العالمية للدبلوماسية الدولية أو العمل في المشاريع الاقتصادية الكبرى.
هل يقبل ساركوزي العرض القطري؟ المشكلة الثانية في العرض هي أن نيقولا ساركوزي رجل يعاني من “عُصاب الإعلام”، ولا يستطيع العيش بعيداً عن الأضواء! وهذه ليست صفات مسؤول إستثمارات يُفتَرَض به أن يلتزم السرّية والتحفظ.. والبُعد عن الإعلام!
ومن الجدير بالإهتمام ان ساركوزي حافظ على علاقاته الوثيقة مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
People: نيقولا ساركوزي
Region: قطر