احتل موضوع العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا ومصر مركز الصدارة في المفاوضات التي دامت خمس ساعات متواصلة بين الرئيسين بوتين ومرسي في مدينة سوتشي الروسية، التي وصلها الرئيس المصري يوم الجمعة في زيارة عمل قصيرة بدعوة من زميله الروسي . وبذلك يصبح يوم الجمعة 19/4/2013، صفحة تاريخ جديدة للرئيس المصري محمد مرسي، الذي يقوم بأول زيارة له إلى روسيا بعد أن فاز في انتخابات رئاسة الجمهورية.
وبمناسبة زيارته إلى روسيا أدلى الرئيس مرسي بحديث إلى وسائل إعلام روسية، قال فيه إن روسيا تؤدي دورا هاما جدا في العالم، وإن القيادة المصرية مقبلة على خطوات حازمة للارتقاء بالعلاقات المصرية الروسية إلى المستوى المناسب حسب ما ذكرته صحيفة “روسيسكايا غازيتا” التي نشرت نص الحديث.
ووصف مرسي لقاءه بالرئيس الروسي بوتين على هامش قمة مجموعة دول “بريكس” في جنوب أفريقيا بالرائع، مشيرا إلى أنه شعر خلال ذلك اللقاء بأن روسيا مستعدة لتطوير العلاقات مع مصر. وجاء في نص حديث الرئيس مرسي.. ننظر إلى روسيا بأنها صديق وفي عريق لنا ونريد أن تبقى هكذا.
وتابع قائلا إن الرئيس جمال عبد الناصر بذل جهودا كبيرة لتوطيد العلاقات مع الاتحاد السوفيتي. وآتت تلك الجهود ثمارها، ومنها مجمع حلوان للحديد والصلب. وتريد مصر الآن تحديثه. وهناك مجالات كثيرة للتعاون المشترك بين مصر وروسيا مثل مجال التكنولوجيا وصيد الأسماك والتعليم والسياحة. ويأتي زهاء 3 ملايين روسي إلى المنتجعات المصرية في السنة. وتطمح مصر إلى مضاعفة هذا العدد.
وحول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين مصر وروسيا، قال الرئيس مرسي إن الوضع في سوريا أحد المواضيع الرئيسية التي يبحثها مع الرئيس الروسي، مشيرا إلى أنهم يرون أن موسكو تلعب دوراً رئيسياً في حل الأزمة السورية ومنع انقسام سوريا. وبالنسبة للدور المصري قال الرئيس مرسي إنهم يعملون على حشد جهود العالم العربي والعالم قاطبة لحل الأزمة السورية في أسرع وقت، مشيرا إلى أن العالم عامة وسوريا خاصة يتضرر من استمرار هذه الأزمة.
وبالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي قال الرئيس مرسي إنه من الهام أن يدرك الجميع أن ما من طرف يستطيع تحقيق السلام على حساب الآخر، وإنه من الهام أن يستعيد الفلسطينيون حقوقهم بشكل كامل حتى يحل السلام في المنطقة والذي لا يمكن أن يتحقق لدولة واحدة.
وعن تطورات الوضع في بلاده قال الرئيس مرسي إن مصر مُقبلة على مستقبل مشرق. أما الآن فتجتاز مصر مرحلة التحول من الحكم الديكتاتوري إلى دولة القانون. وهناك داخل مصر وخارجها قوى لا تريد هذا التحول. ويرى الرئيس مرسي أن الفترة الانتقالية هذه لن تطول . ووصف الرئيس مرسي حالة الاقتصاد المصري بالحسنة على الرغم من بروز مشاكل تتعلق بالبيروقراطية وهفوات في أداء الحكومة. وتحاول القيادة المصرية حل المشاكل الاقتصادية بالتعاون مع شركاء مصر بمن فيهم روسيا.
وأشار إلى أنه يستهجن وصف المسيحيين المصريين بالأقلية، مؤكدا أن القيادة المصرية تضمن للجميع حرية اعتناق الدين الذي يناسبهم.
وسئل الرئيس مرسي إن كان يريد أن يحذو أولاده حذوه فيلتحقوا بمجال العمل السياسي، وقال إنه لم يعد يوجد في مصر من يعرف باسم “ابن رئيس الجمهورية”، وهناك شعب يحكم وينتخب من يتولون أمور السلطة. وفي ما يخص أبناءه يتمنى الرئيس مرسي لهم أن ينذروا حياتهم لخدمة الوطن.
وقال الرئيس الروسي للصحفيين في ختام مباحثات القمة الروسية – المصرية إن “الجانبين أبديا عزمهما على تنويع العلاقات التجارية الاقتصادية بينهما من خلال إيلاء اهتمام أكبر لتوسيع التعاون الاستثماري في المشاريع المشتركة القائمة والمستقبلية في مجالات الصناعة والطاقة والزراعة في البلدين”. ومن الجدير بذكره أن حجم التبادل التجاري بين روسيا ومصر ارتفع بنسبة 70 بالمائة خلال فترة العامين 2011- 2012 ليبلغ 3.5 مليار دولار في السنة الماضية.
كما ازدادت حركة السياحة الروسية إلى مصر من 1.8 مليون سائح عام 2011 إلى 2.5 مليون سائح عام 2012. وأعرب بوتين في هذا الصدد عن أمله في أن تهتم السلطات المصرية بشكل مكثف بضمان أمن السياح الروس في الأراضي المصرية. واشار بأن هذا العام هو الذكرى ال 70 على التعاون بين البلدين .
وقال الرئيس الروسي للصحفيين في ختام مباحثات القمة الروسية – المصرية التي استمرت أكثر من خمس ساعات وجرت في جو بناء إن “الجانبين أبديا عزمهما على تنويع العلاقات التجارية الاقتصادية بينهما من خلال إيلاء اهتمام أكبر لتوسيع التعاون الاستثماري في المشاريع المشتركة القائمة والمستقبلية في مجالات الصناعة والطاقة والزراعة في البلدين”.
وأفاد بوتين في هذا الصدد بأن روسيا ومصر اتفقتا على معاودة نشاط اللجنة الحكومية المشتركة لتنمية التعاون الاقتصادي بين الدولتين على أن يتخذ عمل هذه اللجنة طابعا منتظما.
كما أعلن محمد مرسي أن الجانبين اتفقا على “توسيع التعاون بينهما بالاخص في مجال صناعة الطاقة”. وأضاف أن المقصود بالأمر التعاون في صناعة النفط والطاقة الكهربائية واستخراج الغاز والصناعة الذرية، ولاسيما في بناء محطات كهرذرية في مصر ووحدات لتحلية المياه المالحة.
ودعا بوتين بدوره نظيره المصري للمشاركة في قمة منتدى البلدان المصدرة للغاز التي ستعقد بموسكو في يوليو تموز القادم، مشيرا إلى أن مصر تعتبر من الدول المنتجة للغاز. وأضاف الرئيس الروسي: “سنرحب بمشاركة السيد الرئيس محمد مرسي نفسه أو من يمثله في هذا الملتقى”.
ومن جانبه قال الرئيس المصري في ختام محادثات سوتشي إنه وجه الدعوة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة مصر في اتي وقت يناسبه .
انفتاح – وكالات
People: فلاديمير بوتين, محمد مرسي
Region: مصر
